نوادر عربية يُروى الجاحظ أنّه كان هناك جماعةً من البخلاء قاموا بالنزول ببيت أحدهم.
وحين جاء الظلام وفى ظل سواد الليل امتنع هؤلاء القوم عن الإنارة نظرا لبُخلهم الشديد، كما بيتوا النية وعزموا على الصبر طويلاً وطويلا بدون أى شكوى كى لا يُنفقوا أى درهم من المال لتعبئة وملىء المصباح، ولكنهم حين فاض بهم الكيل والأمر قرّروا تقاسُم المبلغ بالتساوي بينهم، ولمّا شرعوا فى جمع المال رفض واحد منهم أن يدفع، فما كان منهم إلا أن قاموا بعصب عينيه بمنديل كى لا يرى نور المصباح بعد ان قاموا بتعبئته، كونهم من قام بذلك كما أنه لم يُساهم في ثمن ملئه، حتّى إذا ما أرادوا النوم وجاء وقت النوم، طفئوا المصباح وفكّوا الرباط عن عينيه.
