النبي الذي دفن بعد الرسول صل الله عليه وسلم هو النبيّ دانيال عليه السلام، والسبب فى ذلك أنه حين تولّى الصحابي أبو موسى الأشعرى، رضي الله عنه- ولاية مدينة السّوس بالعراق، وجد بالقلعة غرفةً عليها سِتر، وحين سأل عرف أن بها جثمان النبيّ دانيال، فقدِم إليه أبو موسى وقبّله، وقام بإرسال رسالة إلى الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب، وأرسل عمر إليه يخبره أن يقوم بتكفينه والصلاة عليه، وأن يدفنه كما يتم دفن الأنبياء، ففعل ذلك الصحابى الجليل أبو موسى الأشعرى.
وخوفا من أن يتم نبش القبر، قلم أبو موسى بحفر عدد ثلاث عشرة حفرةً في النّهار، وقام بدفنه في إحدى تلك الحفر حين جاء الليل، وردم باقى الحفر وجعلها كلّها متشابهة حتى لا يعرف الناس فى أى منها تم دفن الجثمان الشريف للنبي دانيال فيقوموا بنبش قبره.
والسؤال من هو النبي دانيال
كان النبى دانيال أحد الذين قام بختنصر بأسَرَهم، وقام بعدها بختنصر بالافراج عنه، بعد أن قام النبى دانيال بتفسير حلم رآه بختنصر في منامه، فأطلق سراحه بعدها.
لكن ما هو الحلم وما الذى حدث.
روى أن بُختنصّر بعد أن قام بالاستيلاء على بيت المقدس والتى ظلت تحت سلطانه حوالى ٧ سنوات، وخلال منامه رأى حلماً غريب ولكنه نسى الحلم، فما كان منه إلا أن قام بجمع كافة الكهنة ليخبروه بما رأى، ولم يستطيع أحد أن يفعل وعجزوا جميعا، وهنا أمهلهم ثلاثة أيّامٍ واخبرهم أنه سيقوم بقتلهم بعد تلك المهلة إن لم يخبروه ويذكروه بالحلم.
وحين سمع النبي دانيال بذلك الأمر وهو أسير بالسجن، أرسل إلى بختنصر يخبره أنه يعلم ماذا رأى وأيضا يعرف تفسير تلك الرؤية، وأرسل بُختنَصّر الجنود ليحضروه، وحين دخل النبي دانيال على بُختنَصّر لم يسجد له كما يفعل الاخرون، فسأله لماذا لم تسجد وم الذى منعك من السجود، فأخبره أنّ الله تعالى أمره ألّا يسجد لغيره، وطلب بختنصر أن يخبره عن الرؤيا، فذكره بها وقام بتفسيرها له، وحين مات بُختنَصّر عاد النبيّ دانيال مرة أخرى إلى بيت المقدس.
